قائمة المدونات الإلكترونية

الأحد، 21 فبراير 2010

ماذا يحدث علي ارض سيناء .. أزمة أمنية أم أزمة ثقة ؟!



لعل ما حدث ، وما زال يحدث الآن علي أرض سيناء - من تطورات أمنية مخيفة - تجهله القاعدة العريضة من الجماهير ، حتي من قاطني منطقة سيناء ذاتها ، ليس لأنه بالشئ القليل - لا سمح الله - ولكن لأنه أُريــد به ذلك ..
ففي ظل حالة التعتيم والمراوغة التي نشهدها حاليا سواء من قبل الحكومة أو المسؤلين علي حـد سواء ، لن تظفر بشئ من الحقيقة إلا بشق الأنفس ، او بالمصادفة إذا كنت من ذاك النوع المحظوظ !
سيصل إلي مسامعك كلام وأقاويل وإشاعات ، قد ترقي لمبالغات ، وستظل في حيرة من أمرك لا تدري أي من ذلك الصواب وأي منها الخطأ ، لا تدري أيهما تصدق وأيهما تكذب ! ، وتضيع صورة الحقيقة هباء وسط زحام الرائجات .
هذه هي عادة حكومتنا المبجلة دائما ، المخادعة والتضليل ومداراة الأمور ، أو ان شئت فقل (عدم المصارحة والاعتراف بالأخطاء ) .. ولعل هذه حقا هي مصيتنا الأولي في هذا البلد .. ستجد أن هناك الكثير من المسؤلين يخالطون عمدا بين مفاهيم أشبه بإثارة الرأي العام ، والتهدئة ، والاعتراف بالخطأ ! في محاولة صريحة لإيجاد مبررات واهية تكون ستارا لهم في مثل هذه الأحداث ..
فهذا الصمت الجكومي " المريب " نابعا من حرصها علي عدم إثارة الرأي العام ، أو تهدئة المواطنين ، فالقضية لا تحتمل حتي مجرد تصريح لطمأنة المواطنين!
يقولون إن الصمت أحيانا ما يكون مفيدا ، أن الصمت لدي حكومتنا دائما ما يكون مفيدا !

والحقيقة أن هذا النهج المخادع والسياسة التضليلية البحتة التي تصر الحكومة علي إتباعها في العديد من قضاياها الخاصة تصلح في بعض الأحيان ، لكنها لسوء حظ الحكومة ( وحسن حظنا نحن ) لا تصلح في كل الأحيان
!

ومع إن الأمر لا يحتمل التحدث عن حدث منفرد ، فكثيرة هي احداث الحكومة وقضاياها المريبة
بيد أن ما يحدث الآن من حولنا
استنفرني بشدة ، ولم أجد سبيلا للتعبير عن تلك المشاعر التي اختلطت عليّ
انا شخصيا سوي بكتابة هذه الكلمات !

مذ بضع أسابيع قليلة كانت بداية تفاعلي مع هذا الحدث ، إذ شهدت احدي حوادث السطو المسلح - والتي انتشرت بشكل مبالغ فيه في الفترة الراهنة - شهدتها مرآي العين ، للوهلة الأولي ظننت انني بصدد احد مشاهد السينما العتيدة ، التي يقف فيها اللص الملثمبنسخته العربية أو الغربية - ساطيا علي احدي سيارات المواطنين المساكين تحت تهديد سلاح ابيض او ناري ( فكلاهما سواء في مثل هذه الأوضاع) ، مطالبا اياه بتفريغ أثمن ما لديه في مقابل النجاة بحياته ! ، وبالطبع لا يملك المواطن إلا أن ينصاع صاغرا إلي أوامر هذا المعتدي ، فقصص الشجعان ليس لها مكان في مثل هذه الأوقات العصيبة بل إن البعض يضع الموازنة الشهيرة نصب عينيه ( اما ان تموت شجاعا او تعيش جبانا ) وكثيرون هم من يفضلون الاختيار الثاني
..

لا تتخيلوا كم الذهول والصدمة - والدهشة في ذات الوقت - التي أصابتني بعد انتهاء هذا الحدث ، والذي شهدته لأول مرة بحياتي ، لم يفصلني عنه سوي بضع أمتار ، لدرجة أنني شرعت في الضحك بشكل غير متماشي إطلاقا مع الموقف بل و مثير لاستفزاز المسطو عليهم الذين عهدتهم في حالة يرثي لها !
لكنني حالما ألممت بفرائسي و بدأت في التفكير بعقلانية مجددا ، أدركت حتما أن ثمة ما وراء هذا الفعل ، مدينة العريش التي لم نسمع بها أي أشياء مماثلة من قبل ، تحدث بها حادثة سطو مسلح !! يا للعجب !، والأغرب الطريقة التي تمت بها .. ( عيني عينك ) في منطقة وسط العمران وأمام مرآي ومسمع من المواطنين ، بل (وصدق أو لا تصدق ) كانت علي بعد شارعين لا أكثر من المؤسسة المسؤلة عن حفظ الأمن في جل هذه المحافظة (مديرية أمن شمال سيناء ! )

مر اليوم وظننت عبثا انه حادث عابر ، لم ألق له بالا ، ولم اشغل نفسي بحياكة تفسيرا منطقيا لما حدث ، ولو أنني بقيت محتفظا ببعض الأفكار الشبيهة إلي أن ثمة ما وراء هذا الحدث الغامض المثير ، لكني حينها لم أكن اعلم أن هذا الحدث ما هو إلا مقدمة لسلسلة مريعة من حوادث السطو المسلح عمت ربوع مدينة العريش في الأيام والأسابيع التالية له ناشرة حالة من الاحتقان وجو عام من الاستياء والخوف والرهبة لدي المواطنين ! ،، انتشرت الشائعات وتناثرت الأقاويل ، وكالعادة لم يخرج لنا مسؤلا واحد يهدئ من روع المواطنين ولا هذا الجو المحتقن لا احد يطمئن الناس - ولو عن طريق التضليل - ويضع حدا لما يقال !
والغريب أن هذه الأحداث لم تأخذ أي صبغة إعلامية ، فلم اكد الحظ أي خبر نشر بشأنها في وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية علي حد سواء !

ان المتأمل حقا في مثل هذه الأحداث سيجد أن ثمة علاقة وثيقة تربطها بحادث آخر تزامن مع باكورتها ، ألا وهو تزايد الحملات الأمنية علي منطقة الحدود الشرقية ، في محاولة واضحة لتضييق الخناق علي المهربين عبر الحدود (المصرية / الفلسطينية) وكبح جماحهم
..
ومن حملات أمنية متزايدة ، ومع ضغوط (إسرائيلية / أمريكية ) متكررة .. تطور الأمر إلي شروع السلطات المصرية في بناء الجدار الفولاذي بين رفح وقطاع غزة ، الأمر الذي أعاق عمليات التهريب بشكل جزئي ، والذي سيؤدي بالنهاية إلي وقفها تماما
هذه الإجراءات الغير المسؤلة من الحكومة المصرية ، والتي لم تدرس عواقبها جيدا . والتي كانت بمثابة تعسفا في نظر تجار الأنفاق والمروجين ،والذين كان لسان حالهم يقول " هاهي الحكومة التي لم نجن منها سوي ارتفاع أسعار وبطالة وضرائب وتدني أجور وفوق كل هذا معاملة غير لائقة .. .. .. لا تكتفي بكل ذلك بل تبغي الآن غلق باب رزقنا السخي !
"
لم تأخذ ردود الفعل المعترضة والغاضبة شكلا حضاريا لائقا ، كما يحدث بأي مكان بالعالم .. سواء كان إضرابا أو اعتصاما أو ما شابه ، بل كانت ردود الفعل بصورة عملية جدا !! ملموسة جدا !!
لمـــــاذا إذن ؟؟
الاجابة يا اعزائي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسطور الأولي التي كتبت والتي اخال انها اضحت جلية لنا الآن بما يكفي
ليس لدي هذه الحكومة اي نوع من المصداقية ولا الشفافية والوضوح في التعامل ،، وبالتالي لم تحظ بالثقة من قبل المواطنين ،، فما بالنا بقاطني سيناء !
لا يوجد لدي هذه الحكومة اي نوع من الروية او بالاحري العقلانية في اتخاذ القرارات الصائبة ودراسة عواقبها واحتمالاتها قبل تنفيذها
بل تنفذ ،، ثم لا نلبث أن نجدها لاهثة وراء تصحيح ما اتخذته من قرارات غير مسؤلة !!

ثم نصل الي النقطة الأخطر في هذه المنظومة وهي ان هذه الحكومة
لا يوجد في قواميس مصطلحاتها شيئا اسمه ( الاعتراف بالخطأ ) وكما يقولون فان الاعتراف بالخطأ نصف السبيل الصحيح للتصحيح !

هل أهالي سيناء يمثلون حالة خاصة من مواطني مصر !

أهـالي سيناء أو بالأحرى بدو سيناء - الذين عانوا الكثير والكثير من إجراءات الحكومة التعسفية ،، لعل أبرزها هو تلك المكانة المهينة التي يحتلها البدوي لدي الحكومة ،، والتي نجدها جلية متمثلة في تلك الإجراءات الأمنية المشددة التي يلاقيها البدوي من معاملة أمنية غير لائقة إلي سياسات غير مسؤلة متمثلة في عدم قبول أي من لديه أصول قبلية في أي مناصب أمنية أو سياسية ناهيك عن استبعادهم تماما عن القبول في الكليات العسكرية والشرطة ، وان كان هناك استثناءات لا تذكر ! - اذا أخذنا بالاعتبار كل ما سبق إضافة إلي طبيعة الشخصية البدوية ، يمكننا إذن استنتاج أن بدو سيناء ليسوا بمواطنين عاديين ، ليسوا هم من يقفوا وقفات احتجاجية ولا هم من يضربون عن العمل ، ولا من يرضوا بحالة الذل والمهانة من قبل الحكومة !
أزمة
ثقة هي إذن ،، كانت من جانب واحد ، ما لبثت إلا أن شملت الطرفين ، فالبدو من جهتهم لا يثقوا بالحكومة ، والحكومة من جهتها لا تثق بالبدو ، الأمر الذي حذا بهذا الأخير إلي ما يمكن أن نسميه " الفتونة " سنأخذ حقنا بأيدينا
!!
ان المتابع النهم للساحة السيناوية ومستجداتها سيجد انه علي مدار سنوات عدة لم تفلح الشرطة في كبح جماح بدو سيناء ، فعمليات تهريب السلاح ظلت كما هي ، وعمليات زراعة المخدرات ظلت كما هي ،بل علي العكس نجح البدو في الإمساك بزمام الأمور في هذه المنطقة ، والعيش بقوانينهم الخاصة ، بل وفي بعض الأحيان إملاء أوامرهم وشروطهم علي السلطات الأمنية ! الأمر الذي يذكرنا بحادث العام القبل المنصرم عندما قام بعض البدويين باحتجاز " قائد قوات الأمن المركزي " ،، اثر حادث مصرع احد البدويين المهربين للسلاح، بعد ملاحقته من قبل الشرطة في أحد الكمائن .. وما تلي هذا الحادث وما سبقه من احداث أكبر دليل علي صحة كلامي السابق !


هل يمكننا القول اذن أن الحكومة المصرية عجزت عن فرض سيادتها علي سينـــــاء بالنحو المطلوب ؟
الاجابة المنطقية علي هذا السؤال حاليا هي بلي
والسبب لا يعود الي العوامل السابق ذكرها فقط بل يعزي ايضا الي نقطة لا تقل اهمية ، عند الحديث عن أي موضوع متعلق بسيناء لا يمكن إغفالها اطلاقا ، إنها اتفاقية السلام ( كامب ديفيد) الشهيرة ، الاتفاقية التي قام الرئيس الراحل السادات بتوقيعها مع الدولة العبرية ، الاتفاقية التي ألجمت مصر بلجام لم تسطع الفكاك منه إلي يومنا هذا ، الاتفاقية التي أملي فيها الأمريكان شروطهم علينا ،، والحق أقول أنها كانت بداية الغيث ، فاقل ما يقال عن بنود هذه الاتفاقية أنها كارثية بكل ماتحمله الكلمة من معني ، ولعل جزء كبير مما نحن بصدده الآن من مشاكل ومصائب متعلق بهذه البنود ! التي لازالت تلقي بظلالها علي المشهد السياسي المصري خاصة والعربي عامة !
فعند الحديث عن الحال الذي آل اليه هذه المنطقة امنيا لا يمكننا أبدا إغفال أن منطقة سيناء بأكملها منطقة منزوعة السلاح بنص احد البنود الرئيسية بهذه الاتفاقية ،
ف لا يحق للسلطات المصرية ان تضع بها اكثر من 750 جنديا
!! ، 750 جندي هي كل حصيلة مصر للزود عن اراضيها من جهة الحدود الشرقية اذا ما تعرضت لأي اعتداء (لا قدر الله )
بالله عليكم أي أمان إذن سيشعر به أي مواطن علي ارض سيناء مع إحساسه الدائم بهذا الخواء الأمني خاصة وانه علي بعد كيلومترات قلائل يقبع الصهاينة !!
هذا الأمر الذي فتح الباب لتجارة السلاح في سيناء والذي كانت بدايته متعلقة بمخاوف أمنية لدي قاطني المنطقة ، تطور وارتقي لدرجة المتاجرة .. في الوقت الذي.. ومع احجمت فيه الدولة عن مشاريع تنمية سيناء المختلفة ، المتعلقةوتهاوي الآمال عليها واحدا تلو الآخر ، فتوقف مشروع ترعة السلام المفاجئ ، والغاء جهاز تنمية سيناء ، ومع شح فرص العمل ، ومع غياب الرقابة الأمنية في منطقة وسط سيناء نظرا لظروفها الجغرافية الصعبة ، ازدهرت زراعة و تجارة المخدرات بشكل كبير ، وحتى الآن لم تنجح السلطات الأمنية في التعاطي مع هذه الظاهرة بالشكل المطلوب !


نهاية الأمر وخلاصة القول : لا يمكننا الحكم علي ما يحدث الآن من شروخ في الجدار الأمني بشكل منفرد ، يحري بنا أن نضع الأمور في نصابها كي نطلق حكما صحيحا ، هذه الظاهرة المستحدثة ليست انفلات امني فحسب بل هي ناتج قرارات وإجراءات حكومية غير مسؤلة أدت بالنهاية إلي مثل هذا الوضع.

Welcome to my blog -- SaY No

بسم الله الرحمن الرحيم
اهلا بكم في مدونتي ( قل لا )
لقد انشأت هذه المدونة حديثا تحت هذا المسمي -الغريب نسبيا - ايمانا مني بحرية الرأي والفكر والتعبير ، والتي ارجو ان تكون منبعا حقيقيا للصوت الحر المعبر عن نبض الشعب ومشكلاته وآلامه ،، فانا شخص منهم اعيش ما يعيشوه ، واحس ما يحسوه ، واعاني ما يعانوه ، ولما وجدت ان التعبير عن الرأي بالطرق التقليدية علي شبكة الانترنت غير مثمر بالدرجة الكافية ، خصوصا انه لا يجد صدي سوي لدي قطاع قليل من الافراد ، اضافة الي القيود التي تفرضها الكثير من الجهات المسؤلة عن النشر في المنتديات والمدونات الاخري كذلك لهذا فضلت التعبير علي طريقتي الخاصة طالما انها مشروعة ،،
Say No & قل لا
ليس مجرد اسم او عنوان لمدونة بل هو تعبير استدلالي ، اريد ان اوصل به رسالتي لأي مواطن في هذا البلد ان يتخلي عن صمته وينطق بل ويصرخ في وجه الفساد قائلا (لا ) يهتف ضد التزوير قائلا (لا ( يهتف ضد الاستبداد ضد الواسطة والمحسوبية ضد الجبروت والسطوة والتسلط ضد اي شئ او شخص او جهة تتعدي علي حقوقه الانسانية الخالصة
تعالوا معي ومدوا ايديكم لي كي نكون جبهة في وجه الظلم -- ونقول لا